اشتهر الزجل في سورية ولبنان، وهو فن يقوم به فريقان من الشعراء الزجّالين يتبارون فيما بينهم فيرتجلون أشطراً شعرية ذات أوزان بسيطة وألحان قصيرة سهلة ورتيبة ترافقها إيقاعات موسيقية معينة حرة بأدوات القرع كالدفوف أو الدرابكات.
ويرأس كل فريق زجّال ماهر.
وفي بعض أقسام «الدّوْر» المعروف في الاغنية العربية نوع من أنواع الزجل، وكذلك فإن الجزء الأول من «القدّ الحلبي» فيه نوع من الارتجال.
وقد شهر الزجالون في غناء «المونولوغ» monologue وهو نوع من الغناء الوجداني والعاطفي والانتقادي والسياسي أحياناً ويؤديه زجال واحد ارتجالاً أو بعد إعداد.
ومن أشهر زجّالي المونولوج الحديث: سلامة الأغواني من سورية، وعمر الزعنّي من لبنان، ومحمود شكوكو من مصر،
وفي المغرب العربي، يطلق على الزجل كلمة « الملحون » ويقصد به اللحن في الكلام وليس في الموسيقى، وكان يسمى من قبل «القريحة» (الكَريحة) وكان يختلف عن الموشح في البداية، بعدم التزام ناظميه قواعد الإعراب.
فمثلا الملحون (التونسي والمغربي) يختلف قليلاً عن الزجل (المشرقي) فهو أكثر غناءً وتطريبا.
ويعتقد أن الشاعر الأندلسي ابن قزمان (المتوفى عام 1160م) هو مَنْ أحدث الملحون بدافع فطري للغناء والطرب على الطريقة الشعبية، وقد شهر بأنه «إِمام الزجالين».
وشهر أيضاً أبو الحسن الشِشتري الأندلسي
(المتوفى في مصر عام 1266م) والذي أقام في المغرب، وشاعت أزجاله وقصائده الدينية فيه، ومنها إحدى مقطوعاته التي ما تزال تردد في الأذكار الصوفية المغربية في مدح الله وهي «ألِفٌ قبل لامين، وهاءٌ قرة العين».
وكان الششتري من أشهر المرتجلين في الغناء.
__________________